افتتحت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، اليوم، مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية (ويش) 2020، الذي يُعقد تحت شعار: “صحتنا في عالم واحد”.
وقالت صاحبة السمو في كلمتها: “تحت وطأة هذه الظروف التي خلقتها الجائحة، ينعقد ويش هذا العام لنرتقي بمسؤوليتنا الجمعية من أجل حشد العالم ليكون واحدًا، نعمل فيه معًا ونتشارك المعرفة ذات الصلة لاحتواء الوباء والتقليل من أضراره إلى أن يُتاح للعلماء والباحثين إعادة الأمن الصحي إلى حياة البشرية”.
وأضافت سموها: “ومن هذا المنبر، أحيّي العاملين في القطاعِ الصحي في قطر وفي العالم أجمع وأُثمّن جهودهم الجبّارة في مكافحة الفايروس وحماية الأرواح والإسهام في بناءِ عالم ينعم بصحة أفضل.
كما ألقى البروفسور اللورد دارزي أوف دينهام، الرئيس التنفيذي لـ “ويش”، كلمة قال فيها: “ربما منع الفيروس المشاركين في ويش من اللقاء شخصيًا في الدوحة، لكنه لم يوقف فعاليات المؤتمر. لقد كشف الوباء، من عدة نواحٍ، عن أفضل ما فينا”.
وأضاف: “لقد علّمنا الوباء أنه لا يمكن أن يكون هناك أمن بدون الأمن الصحي. لهذا السبب أعتقد أن الوقت قد حان لبناء درع عالمي ضد العوامل المسببة للأمراض لحمايتنا من الأمراض الجديدة. والطريقة الوحيدة لامتلاك قدرة عالمية جديدة على التطوير السريع للتشخيصات، والعلاجات، واللقاحات، هي من خلال تعاون دولي أكبر، وهذا بالضبط ما يتمحور حوله مؤتمر ويش “.
من جهتها، أثنت سعادة الدكتورة حنان الكواري، وزير الصحة العامة، في حديثها أمام الجلسة، على الاستجابة الوطنية لدولة قطر، التي أدت إلى كبح جماح الوباء في الدولة، قائلة: “تُعتبر كل حالة وفاة مأساة في حد ذاتها، لكننا ممتنون لأن عدد الحالات لدينا يعتبر منخفضًا مقارنة بالعالم. هذا يمثل شهادة على موهبة والتزام أطبائنا وممرضينا والقوى العاملة في مجال الرعاية الصحية بأكملها”.
وأضافت: “أحد العوامل الرئيسية في نجاحنا هو نظامنا للتغطية الصحية الشاملة. تم تغطية جميع تكاليف العلاج من قبل الحكومة، بغض النظر عن الجنسية أو الظروف الاجتماعية. وتلقى جميع المرضى نفس المستوى العالي من الرعاية. ويُعزى انخفاض معدل الوفيات لدينا إلى مجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك متوسط عمر السكان، ولكن بشكل خاص الجودة العالية للرعاية الطبية المقدمة على قدم المساواة للجميع. سعينا، طوال الوقت، جاهدين للحفاظ على سلامة العاملين في مجال الرعاية الصحية لدينا، كما أن الإصابات المكتسبة في المستشفى لدينا قريبة من الصفر قدر الإمكان “.
تابعت سعادة الدكتورة الكواري: “نحن نعلم أننا سننتصر في هذه المعركة فقط إذا فاز بها الجميع. وفي إطار التضامن، ساعدت قطر حتى الآن أكثر من 70 دولة ومنظمة دولية بالمعدات والموارد. لم يتم التغلب على كوفيد-19 بعد. لا تزال استراتيجيتنا قائمة على اليقظة والعمل المركّز، بالتوازي مع عودة منظمة إلى الحياة الطبيعية، مع الحفاظ على سلامة شعبنا. نحن ننتظر، مع بقية العالم، تطوير لقاح آمن وفعال. في غضون ذلك، يجب أن نعتمد على تدابير الصحة العامة التي نعرفها جميعًا، وتفاني القوى العاملة الصحية العالمية، واحترافيتها للحفاظ على سلامتنا “.
كما تلقى المشاركون في المؤتمر رسالة خاصة من الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، أكد فيها على أهمية تسخير قوة الابتكار في مواجهة أزمة تحدث مرة واحدة فقط في القرن، وهي هذه الجائحة.
كجزء من حفل الافتتاح، أدارت المذيعة ميشيل حسين حلقة نقاش رفيعة المستوى بعنوان “الاستجابة العالمية لكوفيد-19: ما الذي تعلمناه وأين نتجه”، تم خلالها الاستماع إلى آراء القادة على مستوى الوطني والدولي، بما في ذلك الدكتور ديفيد نابارو، المبعوث الخاص لمنظمة الصحة العالمية بشأن كوفيد-19، والبروفسورة دايم سالي ديفيس، كبير المسؤولين الطبيين السابق في إنجلترا، والدكتور أندرس تيجنيل، عالم الأوبئة في السويد.
ومن المتوقع أن يشارك في المؤتمر عددًا قياسيًا من صانعي السياسات، وخبراء الصحة، والعاملين في مجال الرعاية الصحية في الصفوف الأمامية. حيث ستعقد مجموعة كبيرة من الجلسات المباشرة التي تناقش عدد من الموضوعات الحيوية، بما في ذلك كوفيد-19، وتأثير تغيّر المناخ على الصحة، والعلاج المناعي.
من بين المتحدثين الرئيسيين في “ويش” الممثل مورغان فريمان، الفائز بجائزة الأوسكار، وسعادة السيد حسن الذوادي، الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث، والدكتور أنتوني فاوتشي، عضو فريق العمل المعني بفيروس كورونا في البيت الأبيض، ومدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض الانتقالية، وإيفا لونجوريا، الممثلة الأمريكية وفاعلة الخير.
يُعد إصدار “ويش” لعام 2020، مبادرة الصحة العالمية التابعة لمؤسسة قطر، الأكثر توسعًا حتى الآن، ويمكن للمشاركين المسجلين في حضور القمّة التسجيل مسبقًا في جلسات النقاش التفاعلي على مدار أيام القمة./