fbpx

صفيّة البهلاني

فنانة ومصممة

صفية البهلاني شابة عمانية معاقة جسديًا. فنانة ومصممة ومتحدثة ملهمة ومحفزة.

يرى الناس ساعدي صفية القصيرين، وركبتها اليسرى المشوهة، وساقها اليسرى المبتورة، ولكن هذا لم يكن التحدي الوحيد، فأذنها اليمنى صمّاء، وتعاني أيضًا من صعوبات في التعلّم. ورغم هذه الإعاقات، وجدت صفية طريقًا للتألق والتعبير عن نفسها من خلال الفنون.

بدأت رحلة صفية مع الفن قبل أن تتمكن من القراءة والكتابة بوقت طويل. حيث كانت تلجأ إلى الخربشات على الورق فقط عندما كانت تشعر بالضيق أو الغضب، دون أن تعرف كيف تعبر عنها بأي شكل آخر. وبالطبع، عبرت صفية عن الأوقات السعيدة أيضًا، لكن إنجازها الحقيقي كان عندما نتيجة الشعور بالإحباط.
وبسبب صعوبات التعلم التي تعاني منها، اضطرت للتنقل بين مدارس مختلفة، وكانت تشعر بالإحباط نتيجة للأحكام التي اعتاد الناس إصدارها على قدراتها، فتوقفت عن رسم الناس، وتوجهت نحو رسم المناظر الطبيعية والطبيعة الصامتة. كما بدأت صفية أيضًا في الاشتراك في المجلات وبدأت كتابة الشعر بلا توقف.

بعد المدرسة الثانوية، أكملت دراستها في التصميم الجرافيكي في مسقط، وانتقلت بعد عام لمتابعة تخصص مختلف، الرسوم المتحركة، في الأردن عام 2007.

أثناء دراستها الرسوم المتحركة، واصلت صفية الرسم وأنتجت 38 لوحة خلال السنوات الثلاث التي أمضتها في الأردن، حيث أقامت معرضها الفردي الأول في فبراير 2010.

وعندما عادت إلى عمان، كانت صفية تبحث عن عمل. وقد واجهت رفضًا كبيرًا لعدة أسباب بسبب إعاقتها الجسدية. فرأت أن الوقت قد حان لبدء الدفاع عن ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال فنها.

خلال ذلك، التقت صفية بمصمم أزياء عماني. وأقاما معرضًا فنيًا وعرض أزياء، ضم 40 لوحة و20 فستانًا، تحت عنوان “الخطابات السنوية لصاحب الجلالة”.

بدأت صفية في تقديم خطابات ملهمة وتحفيزية للشركات والمدارس والفعاليات، فضلًا عن المشاركة في ثلاث مؤتمرات TED X محليًا ودوليًا.

كانت صفية مصممة على حمل رسالتها ومناصرة ذوي الاحتياجات الخاصة. فضم معرضها الفردي الثاني 70 لوحة، وحمل عنوان “الرحلة المتنامية” في ديسمبر 2012. وخلال فترة قصيرة جدًا، رسمت 80 لوحة أخرى وأقامت معرضها الفردي الثالث بعنوان “تحت السطح” في 20 أبريل.
في يناير 2016، أقامت معرضًا فرديًا آخر عرضت فيه العديد من المسارات العاطفية المختلفة التي مرت بها.
ونتيجة لما تقوم به، تلقت دعوة أخرى إلى قطر لإلقاء محاضرة حول قصتها، وإقامة معرض فردي آخر بعنوان “الفن يتكلم” في أبريل 2017.
منذ ذلك الحين افتتحت صفية مشروعًا صغيرًا، وهو استديو فنون، وأطلقت مؤخرًا معرضًا مجتمعيًا صغيرًا، وهو معرض واستوديو صفية للفنون، حيث تعقد فيه دروسًا وورشات عمل في الفن، كما تواصل إبداعها الخاص، والبحث عن طرق جديدة للتعبير عن مختلف القضايا.