تولى بوريس جونسون عمودية لندن منذ شهر مايو من عام ٢٠٠٨ بحصوله على أكبر عدد من الأصوات في التاريخ السياسي البريطاني.
لن تجد كثيراً من سكان لندن من أهلها الأصليين، وبوريس ليس استثناءً في ذلك حيث ولد في ولاية نيويورك الأمريكية في عام ١٩٦٤، فيصف نفسه قائلاً إنه “خليط تجمع في رجل واحد” لأصوله الفرنسية والتركية والروسية والألمانية.
التحق بوريس بالمدرسة الابتدائية في كامدن ثم تلقى تعليمه في وقت لاحق في المدرسة الأوروبية ببروكسل ثم أشداون هاوس إلى أن حصل في النهاية على منحة دراسية في جامعة إيتون في بيركشاير. درس بعد ذلك الأدب الكلاسيكي في كلية باليول بجامعة أكسفورد لدى حصوله على منحة براكنبري، وتولى خلال هذه الفترة في جامعة أكسفورد منصب رئيس اتحاد أكسفورد.
عمل بعد تخرجه كمستشار إداري لأسبوع واحد فقط قبل أن يتحول إلى العمل كمراسل متدرب لدى صحيفة “التايمز”، ثم التحق لفترة قصيرة للكتابة في صحيفة “إكسبرس آند ستار” التابعة لدار نشر ولفرهامبتون قبل أن ينتقل للعمل في صحيفة الديلي تليجراف في عام ١٩٨٧ كأحد كبار الكتاب المتخصصين.
عمل خلال الفترة من عام ١٩٨٩ وحتى عام ١٩٩٤ كمراسل لصحيفة الجمعية الأوروبية التابعة للتليجراف، ثم تولى بعد ذلك منصب مساعد محرر خلال الفترة من عام ١٩٩٤ إلى عام ١٩٩٩. وبدأ عمله في مجلة “سبكتاتور” ككاتب عمود سياسي في عام ١٩٩٤، إلى أن أصبح محرراً فيها عام ١٩٩٩ لفترة استمرت لست سنوات قبل أن يترك المجلة في شهر ديسمبر من عام ٢٠٠٥. وشهدت مسيرته الصحفية حصوله على العديد من الجوائز الصحفية سواء كمحرر أو كاتب عمود.
لم تقتصر الحياة المهنية لجونسون على الجانب الصحفي منها، فقد نشرت له العديد من المؤلفات منها على سبيل المثال: “‘Friends, Voters and Countrymen” وهو بمثابة سيرة ذاتية تسرد خبراته التي مر بها خلال حملته الانتخابية في عام ٢٠٠١، هذا إلى جانب روايته “‘Seventy-Two Virgins'”. قام جونسون أيضاً بإنتاج مسلسل تلفزيوني عن التاريخ الروماني مستوحى من كتابه “‘The Dream of Rome”. ونشر له في عام ٢٠١١ كتاب “Johnson’s Life of London”، حيث يحتفي فيه بعدد من الشخصيات التي منحت لندن حيويتها وطابعها بدءًا من العصر الروماني وحتى وقتنا الحاضر.
انتخب بوريس عضواً في البرلمان عن حزب المحافظين في دائرة “هينلي أون تيمز” في عام ٢٠٠١ بديلاً عن مايكل هيزلتاين النائب السابق عن الدائرة نفسها، وقد شغل العديد من المناصب في حكومة الظل مثل نائب الرئيس ووزير الفنون ووزير التعليم العالي.
صرح بوريس في يوليو ٢٠٠٧ عن عزمه الترشح لمنصب عمدة لندن عن حزب المحافظين، فوقع الاختيار عليه وفقاً للقواعد المعمول بها ليكون مرشح الحزب بعد فوزه في جميع مراحل الانتخابات الأولية التي جرت في خريف ذلك العام، ثم انتخب عمدة للندن في مايو من عام ٢٠٠٨ على حساب منافسه كين ليفينجستون مرشح حزب العمل والذي كان عمدة لندن في ذلك الحين، ولم يمض وقت طويل حتى استقال بوريس من عضوية البرلمان عن دائرته التي ترشح عنها. وأعيد انتخابه بعد ذلك لفترة ثانية عمدة للندن في مايو من عام ٢٠١٢.
لوحظ خلال فترة ولايته انخفاض معدلات الجريمة في لندن بنسبة ١١٪، كما شهدت العاصمة البريطانية استثمارات قياسية في نظام النقل. كما استضافت المدينة في عهده أنجح دورة للألعاب الأولمبية وأولمبياد المعاقين في التاريخ باعتراف قطاع واسع من المراقبين.
طبق خلال فترة ولايته الأولى أكثر نظم تأجير الدراجات شعبية على الإطلاق، وقام باستبدال حافلات لندن القديمة بأخرى تعد من أكثر الحافلات حفاظاً على البيئة على مستوى العالم. كما شهدت ولايته الأولى بناء أكبر عدد من المنازل الجديدة منخفضة التكلفة.
انصب تركيز بوريس على توفير فرص العمل وتحقيق النمو في فترة ولايته الثانية حيث وضع على رأس أولوياته بناء المنازل والاستثمار في الطرق والسكك الحديدية، إضافة إلى الدعم اللازم لقطاعي الخدمات المالية والتكنولوجيا، فضلاً عن تبنيه سياسة خفض الضرائب وإنشاء مطار رئيسي متعدد المدارج في شرق لندن.
- ومن الناحية الشخصية، يهوى بوريس قيادة الدراجات والرسم وممارسة رياضة التنس، ولديه أسرة تتألف من زوجته مارينا وأربعة أطفال يعيشون جميعاً شمال لندن.