بتكليف من القمة العالمية للابتكار في الرعاية الصحية (ويش)، تم إطلاق نسخة مترجمة جديدة من الدليل الميداني للأطفال المصابين في الانفجارات، وذلك خلال جلسة نقاش افتراضية بعنوان “أطفال الخطوط الأمامية” في “ويش” 2020.
تمت ترجمة الدليل الذي أصدرته مؤسسة “إنقاذ الطفل” الخيرية ومقرّها المملكة المتحدة، بالشراكة مع إمبيريال كوليدج لندن، إلى اللغة الفرنسية من قبل معهد دراسات الترجمة في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة حمد بن خليفة، التابعة لمؤسسة قطر.
في العام الماضي، عمل “ويش” مع منظمة “إنقاذ الطفل” ومعهد دراسات الترجمة لإنتاج أول إصدار باللغة العربية من الدليل، والذي ثبت أنه ضروري للمسعفين العاملين في حالات النزاع وما بعده أثناء محاولتهم مداواة الأطفال بسبب تعرضهم لجروح بليغة جراء الألغام الأرضية أو إصابتهم بالقنابل.
تعليقًا على الإصدار الأخير من الدليل، قال نيك برادشو، مدير الشراكات والتوعية في ويش: “يقع مئات المدنيين، بمن فيهم عدد كبير جدًا من الأطفال، ضحايا لأسلحة الحروب المتفجرة، مما يتسبب في أضرار لا يمكن إصلاحها. من الواضح أنه لا يزال هناك الكثير الذي يتعيّن القيام به لحماية الضعفاء في النزاعات المسلحة.
أضاف:” آمل أن تصل هذه الترجمة الجديدة من الدليل الميداني إلى مزودي الرعاية الصحية للأطفال المصابين في الانفجارات، وإلى أولئك الذين يحتاجون لمعلومات محددة للغاية التي يوفرها الدليل، ويمكن أن تكون بمثابة أداة تساعد في إنقاذ الأرواح”.
استكشفت حلقة النقاش في “ويش” 2020، التي تم تنظيمها بالشراكة مع منظمة “إنقاذ الطفل”، بعضًا من أحدث الاتجاهات في توفير الرعاية الصحية للأطفال في حالات النزاع. كما بحثت الجلسة في الإعلان الجديد، لمعالجة الضرر الإنساني الناجم عن الأسلحة المتفجرة في النزاعات بقيادة أيرلندا.
من جانبه، قال جيمس دينسلو، رئيس فريق مكافحة النزاعات في منظمة إنقاذ الطفل: “الدليل الميداني هو دليل شامل للأخصائيين المحليين من خارج مجال طب الأطفال الذين يضطرون في كثير من الأحيان إلى إجراء عمليات جراحية للأطفال المصابين بالانفجارات وعلاجهم، مع خبرة أو تدريب متواضع أو من دون خبرة سابقة، كذلك تزوّد العاملين في مجال الرعاية الصحية في حالات النزاع بالمعرفة والمشورة العملية بشأن الرعاية المستمرة بأكملها، من علاج الإصابات إلى إعادة التأهيل ودعم الصحة النفسية”.
أصبح الدليل الآن بين أيدي الأطباء في 12 دولة متضررة من النزاعات، وقد تمت ترجمته إلى خمس لغات حتى الآن.
وتعليقًا على ترجمة الدليل تحدثت ندى عبدالجليل المحميد مدير مركز الترجمة والتدريب بمعهد دراسات الترجمة، قائلة: “في الكلية ومعهد دراسات الترجمة، نسعى دائمًا للمساهمة بشكل إيجابي في تحقيق العدالة الاجتماعية من خلال توحيد جهودنا مع ويش، ومنظمة إنقاذ الطفل، وإمبيريال كوليدج لندن، عملنا على ترجمة الدليل الميداني للأطفال المصابين في الانفجارات من اللغة الإنجليزية إلى اللغتين العربية في عام 2019، واللغة الفرنسية مؤخرًا. وبدون شك، فإن توفّر الدليل بلغات متعددة سيدعم العاملين في مجال الرعاية الصحية خصوصًا حالات الطوارئ، وإنقاذ حياة الشباب في مناطق النزاع”.
خلال الصراعات الخمسة الأكثر دموية التي تأثّر بها الأطفال عام 2017، يُشير تحليل بيانات الأمم المتحدة التي قامت به مؤسسة “إنقاذ الطفل” أن الأسلحة المتفجرة تسببت بوقوع ثلاثة أرباع الضحايا من الأطفال. منذ أن بدأت الأمم المتحدة تَتبُع الانتهاكات الجسيمة التي ارتُكبت بحق الأطفال منذ أربعة عشرة عاماً، تعرّض أكثر من 100 ألف طفل للقتل أو التشوه في كافة الصراعات حول العالم.
وقالت ألما الأسطا، مدير الدفاع عن حقوق المدنيين في منظمة الإنسانية والشمول: “هناك العديد من الأدوات القانونية التي تفرض أطرًا تدعو إلى حماية المدنيين في حالات النزاع. ونرى أن هناك حاجة إلى تعزيز حماية المدنيين، حيث يعد استخدام الأسلحة الثقيلة في المناطق المأهولة بالسكان مشكلة إنسانية رئيسية يترتب عنها نمط مميز يتكرر في جميع مناطق النزاع تقريبًا في العالم”.
في تقييم واقعي، قالت الأسطا “إن التأثير المدمر للأسلحة الثقيلة المتفجرة، الذي لا يقتصر على الضرر المباشر على حياة الأطفال وصحتهم فقط، بل يشمل الصدمات النفسية، الدمار، انقطاع سبل الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية والتعليم، تحطم المنازل، النزوح والفقر، والإقصاء. وهذه هي الحقيقة التي يعيشها الناس الذين يعيشون الحروب في المناطق الحضرية”.
وفقًا لدينسلو، هناك أدلة حول مسارات مختلفة للأعمال التي تظهر أن الناس والدول يمكن أن يُحدثوا فرقًا حقيقيًا في كيفية تأثير نزاع واحد على الأشخاص الأكثر ضعفًا. في حالة إعلان المدارس الآمنة الذي تم إطلاقه في عام 2015، على سبيل المثال، والذي يضم الآن 106 دولة مؤيدة له، فإنهم يشهدون انخفاضًا بنسبة 50% في الاستخدام العسكري للمدارس في تلك البلدان التي أيّدت الإعلان، بينما يُلاحظ حدوث مضاعفة في البلدان التي لم توافق عليه.
تقول الأسطا “إن إعلان سياسي يجب أن يضع افتراضًا واضحًا ضد استخدام الأسلحة المتفجرة الثقيلة في المناطق المأهولة بالسكان، وأن يعترف بمسألة التأثيرات المتسلسلة، ويحتوي على التزام قوي بمساعدة الضحايا”.
أضافت: “لن يتم تحقيق التغيير الفعال بمجرد إعادة التأكيد على الحاجة إلى الثقة بالقوانين القائمة أو من خلال الاعتماد على السياسات والإجراءات العسكرية الحالية، لأن هذه لم تعد تعمل لأن طبيعة النزاع قد تغيرت. يمكن ضمان تأثير التغيير من خلال الإعلان عن التزامٍ واضحٍ قائم بذاته ضد استخدام الأسلحة الثقيلة المتفجرة في المناطق المأهولة بالسكان”.
يستمر “ويش” حتى 19 نوفمبر وهو مفتوح للتسجيل على www.wish.org.qa