أكّد تقرير بحثي ل”ويش”، من المُقرر إصداره شهر نوفمبر المقبل، أن المدارس تلعب دور “المحرك” لتعزيز الصحة، خاصة لجهة التأثير على صحة الأطفال والمراهقين وعافيتهم. وغالبًا ما يُشار إلى التعليم على أنه “لقاح اجتماعي” لمجموعة من الحالات الصحية. فوفقًا للتقرير يتزايد الإجماع على ضرورة دمج صحة الطفل ضمن مهام المدارس الأساسية.
سيتم إصدار التقرير البحثي “بناء مجتمعات صحية: إطار عمل لدمج الصحة وتعزيز الصحة في التعليم” كاملًا، ومناقشته بعمق، في مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية “ويش” 2020، المبادرة الصحية العالمية الرائدة التابعة لمؤسسة قطر، وهي النسخة الخامسة من المؤتمر الذي يُعقد كل سنتين، في الفترة من 15 إلى 19 نوفمبر، وسيركّز على 10 موضوعات بحثية، بما في ذلك “دور المدارس في صحة الطفل”.
يطرح التقرير دراسة حالة دمج أنشطة الصحة وتعزيزها في أنظمة التعليم، نظرًا لأن الأطفال يقضون العديد من ساعات يومهم في الفصول الدراسية، فالاتصال المطوّل يمنح المدارس فرصة ومسؤولية فريدة للتثقيف، وإعداد الأطفال ليكونوا أفرادًا منتجين في المجتمع، وهي فوائد بعيدة المدى تتجاوز المكاسب الصحية؛ حيث توفر بيئة المدرسة العديد من الفرص لاتخاذ المبادرات. ومن المؤكد أن تحديد حالات مثل التوحد، والسكري، والسمنة، والاعتلال النفسي، سيسمح بإجراء التدخلات المبكرة المستهدفة.
غالبًا ما تكون المدارس في جميع أنحاء العالم، وخاصة في البلدان منخفضة الدخل، منصاتٍ لتقديم التدخلات الصحية التي تتراوح من التغذية المدرسية إلى التخلص من الديدان، مع فوائد صحية مباشرة ودائمة.
في هذا السياق، يرأس البروفيسور راسل فينر، مجموعة الخبراء البحثية التي تناولت هذا الموضوع في “ويش” 2020، وهو رائد في مجال صحة المراهقين، سبق له أن قاد تطوير الأساليب السريرية لصحة المراهقين في المملكة المتحدة، وذلك بصفته أحد مؤسسي لجنة “لانسيت” لصحة المراهقين، وقد أكدت أعماله على توسيع دور التعليم الثانوي لتكون أداة عالمية رئيسية في تحسين صحة الشباب.

في إشارة إلى إغلاق المدارس العالمية استجابةً للإجراءات الاحترازية بوجه انتشار (كوفيد-19(، قال البروفيسور راسل فينر: “لدينا أكثر من مليار طفل وشاب خارج المدارس على مستوى العالم. هذا هو أكبر توقف للتعليم على الإطلاق بسبب إغلاق المدارس، وقد يدوم لفترة أطول. ما فعلته هو تسليط الضوء على الروابط بين التعليم والصحة بأكثر الطرق استثنائية.”
تابع: “في المقام الأول، نحن نستخدم المدارس كوسيلة للإجراءات الصحية، ونغلقها كجزء من السيطرة على هذا الوباء. لكن من جهة ثانية، يمكننا أيضًا أن نرى الأضرار الجانبية التي تلحق بصحة الأطفال والشباب. إنه يكشف عن الدور الذي يلعبه نظام التعليم في الصحة، وهذه الروابط التي لا تنفصم بين الاثنين “.
يناقش التقرير الآثار السلبية لإغلاق المدارس، التي قد تشمل القلق والاكتئاب وضغوط الصحة النفسية، وعدم الاستفادة من التغذية المقدمة من المدرسة، والخدمات الصحية الأخرى، وزيادة خطر سوء المعاملة، والتعرض غير المحمي للبيئة الرقمية، مع العلم أن النقاش مستمر حول أفضل طريقة لإعادة فتح المدارس. وتمتد توصيات التقرير على المدى البعيد، وتدعو إلى التعاون لسدّ الفجوة بين قطاعي الصحة والتعليم، وإنشاء إطار “لغة مشتركة” لتمكين التفاهم عبر مجالات السياسة المختلفة.
سيكون منتدى “دور المدارس في صحة الطفل” في “ويش” 2020 فرصة مهمة للنظر في دراسات الحالة من جميع أنحاء العالم، وتحديد طرق شاملة للاستفادة من “اللقاح الاجتماعي” الذي يمكن للمدارس توفيره.
ستُقام قمة ويش 2020 في تنسيق تفاعلي فريد تحت شعار “حصتنا في عالم واحد”، للتأكيد على أن رؤية ويش، المتمثلة في إنشاء عالم يتمتع بصحة أفضل من خلال التعاون العالمي، أصبحت الآن أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.