مع بقاء عامين على انطلاق بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 في دولة قطر، سيلقي تقرير ويش 2020 البحثي، بعنوان: “الاضطلاع بمسؤولية التخطيط: لإرثٍ صحي دائم للفعاليات الرياضية الكبرى”، الضوء على العديد من تحديات الصحة العامة والرعاية الصحية التي تطرحها مثل هذه التجمعات الجماهيرية، والفرص المتاحة لتصميم إرث صحي دائم. طُور التقرير ليكون بمثابة نقطة مرجعية لاستكمال الاستعدادات الحالية لدولة قطر، وسيتم تقديمه في مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية (ويش)، مبادرة الصحة الشاملة لمؤسسة قطر، الذي سيعقد في الفترة من 15 إلى 19 نوفمبر من هذا العام.
ترأست آبي هوفمان، وهي عداءة مضمار وميدان سابقة، شاركت في أربع دورات أولمبية تحت راية كندا، الفريق البحثي الذي أعدّ التقرير. وهي تشغل منصب تنفيذي أول في وزارة الصحة، كندا، وعضو المجلس التنفيذي لألعاب القوى العالمية.

بناءً على تجارب الصحة العامة المستفادة من أحداث مثل أولمبياد 2008 و2012 في بكين ولندن، ومباراة كأس الاتحاد الإنجليزي لعام 1989 في استاد هيلزبورو في شيفيلد، إنجلترا، يركز التقرير المنتظر على كيفية مواجهة التحديات التي يمكن للبلدان المضيفة تجاوزها. ومن بين هذه العوامل، اقتراب الأشخاص من بعضهم بعضًا في الحشود من الجماهير، مما قد يؤدي إلى سرعة انتقال الأمراض المُعدية، والإصابة الجماعية بالعدوى. غالبًا ما تؤدي الظروف البيئية المحلية، وتقلبات الطقس إلى تحديات إضافية للمشاركين والزوار. ويمكن أن يؤدي سلوك الجمهور، والعنف، والاضطراب إلى وقوع إصابات.
وقالت هوفمان، رئيس منتدى “التحديات الصحية للفعاليات الرياضية الكبرى” في مؤتمر ويش 2020: “يُمثل التخطيط حول الصحة العامة، والرعاية الأولية، والعناية المركزة، وخدمات الطوارئ وما إلى ذلك، تحديًا كبيرًا لإدارة هذه المخاطر. ينظر تقريرنا في التحديات التي تبرز في استضافة الفعاليات الرياضية الكبرى، وهدفنا هو توفير إطار عمل لصانعي السياسات، وأنظمة الرعاية الصحية، مما سيساعد على التخطيط الفعال، ومعالجة كل من القضايا، والأحداث المتوقعة وغير المتوقعة التي قد تترتب على تلك الفعاليات.”
تمتد توصيات التقرير القابلة للتنفيذ إلى دورة الحياة الكاملة لفعالية رياضية كبيرة: مرحلة التخطيط، والفعالية نفسها، وما بعدها في إنشاء إرث دائم للصحة العامة. بالنسبة للبلدان المضيفة مثل قطر، يمكن للمبادرات السابقة أن تعزز جهود الصحة العامة على مستوى السكان في السنوات التالية، ما يُعظم العائد على الاستثمار، ويضمن استعداد الدولة لحالات الطوارئ في المستقبل.
ويطرح التقرير نقاشًا حول أن القضية باتت أقوى من أجل اتخاذ قرارات قائمة على الأدلة، ومتعددة القطاعات، وشفافة للأحداث المستقبلية، في ضوء كوفيد-19. منذ بداية تفشي الفيروس، عندما كان يتعيّن اتخاذ قرارات إلغاء التجمعات الجماهيرية أو تأجيلها بسرعة، مع وجود أدلة محدودة في علوم الأوبئة حول كوفيد-19، واستراتيجيات التخفيف من المخاطر الفعالة، نشرت منظمة الصحة العالمية إرشاداتٍ مؤقتة لمساعدة المنظمين والمضيفين على اتخاذ التدابير الأساسية، بما في ذلك تزويدهم بأداة تقييم المخاطر.
مع إصدار هذا التقرير البحثي، وإطار العمل الخاص به، خلال القمة القادمة في نوفمبر، سيوفر ويش 2020 منصة للدول المضيفة مثل قطر وغيرها، للتركيز على نهج شامل، ومُنسق لتقليل المخاطر الصحية أثناء الفعاليات الرياضية الكبرى.
“التحديات الصحية للفعاليات الرياضية الكبرى” هو أحد المنتديات البحثية العشرة في قمة هذا العام، يغطي كل منها تحديات الرعاية الصحية المُلحة، مثل كوفيد-19، وتغيّر المناخ، والأمراض المعدية، والصحة النفسية، ودور التكنولوجيا الرقمية في الرعاية الصحية.
يُعتبر الالتزام بالاستدامة أساس مؤتمر ويش 2020، وستكون القمة مثالاً يحتذى به في تعزيز الحلول المستدامة للتحديات الصحيّة. تمتد القمة لأكثر من خمسة أيام، وتُعقد افتراضيًا لأول مرة، وسيكون للقمة تنسيق تفاعلي فريد تحت شعار “صحتنا في عالم واحد.”
يجمع مؤتمر القمّة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية “ويش”، مبادرة الصحة الشاملة لمؤسسة قطر، خبراء الرعاية الصحية، وصنّاع السياسات، والمبتكرين، للتعاون من أجل تحقيق هدف بناء عالم أكثر صحة.